أزمات الأمة المسلمة اليوم
أ.ق.م. بدر الزمان
باحث في قسم الشريعة والقانون في تركيا
إن الأمة المسلمة تتعرض في هذه الأيام لمشاكل عديدة
، وتعاني من أزمات مختلفة من الداخل ومن الخارج، فأزمات المجتمع الإسلامي أو الأمة
المسلمة اليوم في عصر التقنية -كثيرة جدا
لا تعد ولا تحصى، منها الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية وما إلى
غيرها. رغم كثرة المشاكل والأزمات فإن هناك بعض الأزمات والمشاكل رئيسىة التي لا
بد لنا أن نركز عليها بشكل خاص للتخلص من تلك مغبات المشكلات المتناثرة الضخمة.
ولكن المؤسف الشديد: أن أفراد الأمة من العلماء والخبراء والرؤساء ينامون نوما
عميقا لا يهمهم هذه الأزمات العويصة التي تعاني منها الأمة بل شغلهم الشاغل هو
المصلحة الشخصية المادية المحضة دون التصدي لمعالجة تلك الأزمات والخروج منها.كم
من الدول الإسلامية انهدمت ومازالت تهدم لأجل الحروب المذهبية أو الاختلافات
الفكرية، فكم من إخواننا المسلمين يكفرون ويفسقون بعضهم بعضا في كل وقت ولحظة محض
اختلاف الآراء الشخصية، تنتشر الفرقة بين الأمة المسلمة بشكل مذهل ومدهش في كل
أنحاء العالم، خاصة في الدول التي فيها الأغلبية الإسلامية، ويقع المسلمون في الفرقة
والتشتت ليس لموضوع كبير ومهم، بل إنهم افترقوا فيما بينهم لموضوع صغير وبسيط.
ويبدو لي أن الفرقة والتفرقة بين أفراد الأمة هو العامل الأساسي لأزمات الأمة
المسلمةفي هذا العصر الراهن، وأقصد به أن عدم الاتفاق والاتحاد بين المسلمين يجعل
روابط الأخوة ضعيفة من حين لآخر مما
أنتج بينهم الكره، بخلاف قول الله سبحانه
وتعالى:﴿إنما
المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم﴾ ]الحجرات:10[
وقال تعالى﴿واعتصموا بحبل
الله ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم
بنعمته إخوانا﴾.] آل عمران:[103
إذا أردنا أن نصلح المجتمع الإسلامي وأفراده من
جديد فلا بد لنا من إلقاء الضوء على الأخوة والألفة، والمودة بين المسلمين. وأوحوج
ما نكون إليه هو اتحاد الأمة المسلمة لإعادة صياغة المجتمع الإسلامي والنهضة
الإسلامية في العالم. وهو ما يعد التحديات الداخلية الرئيسية في الأمة المسلمة،
فلذلك علينا أن نركز على علاج الفرقة بين المسلمين في أسرع وقت ممكن. وبالتالي أيضا
من المفروض الرجوع إلى الفهم الصحيح
للكتاب والسنة النبوية الشريفة وهذا الأمر مهم للغاية؛ إذهما الضمان الوحيد للثبات
على الصراط السوي، كما عبر عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم -وقال:"لن تضلوا
ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه"الموطأ (1395)
التحديات
الخارجية للإسلام والمسلمين اليوم أيضا كثيرة،بألوان متنوعة وبأشكال مختلفة،
وأخطرها: الاستشراق والغزو الفكري الذي قد بدأ بعد الحروب الصليبية عندما رأى
زعماء النصارى أنهلا يمكنهم مواجهة المسلمين خلال الحروب العسكرية،فلجأوا إلى
الحروب الفكرية والغزو الفكري على الإسلام والمسلمين، ولتحقيق هدفهم المنشود فهم
قاموا بوضع بعض من الأساليب والوسائل التي تمكنهم
من المهاجمة على عقيدة الإسلام والمسلمين، فقاموا أحيانا بإثارة الشبهات
حول مصادر الإسلام أي القرآن والسنة وأحيانا بإشاعة الافتراءت الكاذبة الفاحشة
والتجديف على الله وعلى رسالة نبيه عليه الصلاة والسلام لإبعاد الناس عن هذا الدين
الحنيف وتشكيكهم في القرآن والسنة النبوية الشريفة أما الوسائل والأساليب
للاستشراق حاليا فهي غير محصورة العدد، ولا يمكن أن يسجل جميعها في موضع واحد لأجل
كثرتها وأقسامها المتنوعة المتناثرة.والسؤال الكبيروالمهم الذي يطرح نفسه هنا هو:كيف
ندافع عن هذه التحديات الخطيرة؟ طبعا أنه من بينطرق لمواجهة لهذه المشكلات العظيمة:
وضع الخطوات المرسومة الفكرية قبل كل شيء وبعد ذلك علينا أن نهتم بتفعيلها وتطورها
بشكل جيد، حيث اعتبرها الخطوة الأولى
الباحثون والمفكرون البارعون الإسلاميون الذين لديهم تجربة عريضة لمواجهة في مثل
هذه الأوضاع المختلفة الاستشراقية والغزو
الفكريالغربي على الشرق والدول الإسلامية،
والخطة الثانية لمقابلة التحديات الخارجية من قبل أعداء الإسلام، خاصة المستشرقين
والمنصرين الذين يبذلون أقصى جهودهم الجبارة للهجوم على المسلمين بالأسلحة الفكرية
دون الأسلحة العسكرية، فمن الواجب علينا أيضا: أن نقابل هذه الحملات باستخدام
الأسلحة مثلها. والأمثلة على ذلك المقابلة:القيام بالكتابات لتوعية الناس حول هذا
المضمون ضد الاستشراق والمستشرقين،وإنشاء المراكز والمعاهد للبحث عن الاستشراق
والتنصير، وتحليل المشاكل والبحث عن الحلول المناسبة لهامن خلال تلك المراكز،وتوعية
عامة الناس حول خطر الاستشراق والتنصير على الفرد والمجتمع وعلى الأمة المسلمة، ونشر
المقالات العلمية الأكادمية في المجلات الدورية والدراسات الجامعية حول هذا الصدد
لاكتشاف عنالأهداف الخبيثة التي يسعى المستشرقون والمنصرون إلى تحقيقها، وبالتالى
إنقاذ الأمة الإسلامية من مؤامراتهم المدمرة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
কোন মন্তব্য নেই:
একটি মন্তব্য পোস্ট করুন